إن الحديث عن تكنولوجيا المعلومات في المكتبات الجزائرية، يقودنا بالدرجة الأولى إلى استعراض وضعية هذه المكتبات، وحاجتها إلى تطبيق أنظمة حديثة، تنسجم مع الزيادة الكبيرة في أرصدتها الوثائقية. وكذا مسايرة التطورات المتلاحقة، المتعلقة بالتحكم في المعلومات من خلال تجميعها، ومعالجتها، وتخزينها، وتوزيعها إلى فئات عريضة من المستفيدين الذين تتزايد احتياجاتهم إلى المعلومات بشكل دائم ومستمر. غير أن الاستفادة من تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في المكتبات الجزائرية، لم يكن موفقا بشكل عام، لغياب العديد من المقومات أهمها انعدام التنسيق فيما بينها، حتى على مستوى المكتبات من النوع الواحد، كالمكتبات الجامعية على سبيل المثال. دون أن نهمل الجوانب الأخرى المتعلقة بغياب الإرادة لدى المشرفين عليها، ونقص المخصصات المالية، ومقاومة التغيير لدى العاملين بها، وغيرها.
إن النهوض بقطاع المعلومات في الجزائر، وتحقيق التشابك بين مؤسساته الوثائقية، لا يتم من دون أتمتة جميع أنشطتها الوثائقية، وإنتاج قواعد معلومات بيبليوغرافية ونصية، واقتناء المنشورات الإلكترونية، ورقمنة وثائقها الهامة. ويستوجب ذلك تبني سياسة وطنية واضحة ودقيقة للمعلومات، إذا أردنا الحفاظ على مستوى الهوة الموجودة بيننا وبين العالم المتقدم.
Document joint: